برشم لـ الشرق: قطر تمتلك مواهب صاعدة والتخطيط يحقق الإنجازات
يعتبر صقرنا الذهبي معتز عيسى برشم أحد العلامات الفارقة في تاريخ الرياضة القطرية والعالمية عموما بعدما أصبح أول لاعب يحقق أربع ميداليات اولمبية ملونة في تاريخ الوثب العالي، وهو ما يجعله افضل قدوة رياضية للأجيال المقبلة من أجل حمل المشعل ومواصلة المشوار نحو المزيد من الانجازات.
وشهدت مسيرة بطلنا العالمي والاولمبي محطات تاريخية نجح خلالها في رفع الراية الوطنية محققا العديد من الانجازات الهامة التي كتبت بأحرف من ذهب حيث توج بفضيتين في دورتي الالعاب الاولمبية بلندن 2012 وريو دي جانيرو 2016، بالاضافة الى ذهبية طوكيو 2021، وبرونزية 2024 في باريس، كما توج بالميدالية الذهبية في بطولة العالم ثلاث مرات في لندن 2017 والدوحة 2019 وأوجين 2022، والفضية في موسكو 2013 والبرونزية في بودابست 2023. كما كان صاحب المركز الأول في بطولة العالم داخل الصالات في 2014 والوصيف في برمنغهام 2018، مع العلم أنّ لديه ثلاث ذهبيات في الألعاب الآسيوية بالهواء الطلق، وخمسة تتويجات داخل الصالات في 2010 و2012 و2014 و2016 و2018.
وفي هذا السياق أكد البطل العالمي والأولمبي معتز برشم في حديث خص به الشرق أن العائلة تلعب دورا محوريا في مسيرته الرياضية معربا في الوقت ذاته عن رضائه التام على المشاركة في أولمبياد باريس وحصوله على الميدالية البرونزية مشددا على أن قرار الاعتزال يخص الأولمبياد فقط ولا يشمل مشاركاته العالمية والقارية التي سيخوضها لاحقا، كما تحدث برشم عن مستقبله الرياضي والمهني بالإضافة الى العديد من المواضيع الأخرى في هذا الحوار:
– في البداية كيف تقيم مشاركتك في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، وهل أنت راض عن حصولك على المركز الثالث والميدالية البرونزية؟
هناك فرق كبير بين الطموحات والإنجازات، لا بد من التأكيد أن سقف طموحاتي كان عاليا وقد عقدت العزم على تحقيق أفضل إنجاز واحراز الميدالية الذهبية وذلك خلال الاستعدادات التي سبقت مشاركتي في منافسات الوثب العالي بدورة الالعاب الأولمبية باريس 2024، وهذا الامر يدخل ضمن العقلية التي يجب أن تميز الأبطال بصف عامة والتي تتطلب نوعا من الطمع والأنانية من أجل ايجاد الحافز اللازم وتحقيق أفضل الإنجازات، أما بخصوص ما تحقق وحصولي على الميدالية البرونزية، فانا راض كل الرضا لا سيما وأن الموسم كان صعبا للغاية ومليئا بالتحديات بالإضافة الى الإصابات التي تعرضت لها في رحلة الإعداد للأولمبياد الباريسي، وأيضا خلال مشاركاتي في مختلف الاستحقاقات العالمية والإقليمية وبطولات الدوري الماسي، لكن عموما الحمد لله لأنني نجحت في التتويج بالميدالية الرابعة في تاريخي الأولمبي وهو إنجاز لم يسبقني له اي أحد في رياضة الوثب العالي على مر التاريخ.
– ما حقيقة قرارك مؤخرا الاعتزال بعد المشاركة في أولمبياد باريس؟
الحمد لله رب العالمين، أنا فخور للغاية بما حققته في مسيرتي الأولمبية والتربع على العرش الأولمبي لرياضة الوثب العالي من خلال التتويج بأربع ميدالية ملونة في اربع دورات متتالية وبالتحديد منذ 2012، هذا الإنجاز التاريخي لا يحسب فقط لمعتز برشم وإنما لكامل الفريق العامل معي في هذه المسيرة الطويلة التي استمرت على مدار أكثر من 12 عاما حققت خلالها ميداليتين فضيتين في دورتي لندن 2012 وريو دي جانيرو بالبرازيل في 2016، ثم الميدالية الذهبية في أولمبياد طوكيو 2021، وبرونزية باريس الأخيرة.
وبالنسبة لقرار الاعتزال فسيكون مقتصرا على الألعاب الأولمبية.. في المقابل سأواصل المشاركة بالبطولات العالمية والقارية وخاصة ببطولة العالم لألعاب القوى القادمة في 2025 بالعاصمة اليابانية طوكيو، هناك أيضا الآسياد وبطولة العالم للصالات في الصين، أما قرار الاعتزال فيتوقف فقط على الأولمبياد، مع العلم أن هناك الكثير من المحاولات والاتصالات من العائلة والأصدقاء، والتي تطالبني بالاستمرار من أجل إثنائي عن قرار الاعتزال أولمبياً، لكنني قلت لهم اتركوها على الله.. الآن أنهينا المشاركة في أولمبياد باريس، لدينا وقت حتى نرى الحالد البدنية وعملية الاستشفاء، كل شيء ممكن.. هو قرار، لكن هناك محاولات تقنعني لأعود، الله أعلم.. في التاريخ هناك العديد من الأبطال الذين قرروا الاعتزال ثم عادوا مجددا ومن بينهم مايكل جوردان الذي اعتزل وعاد، لنرى ما سيحدث في المستقبل ان شاء الله.
– ما هو دور العائلة في مسيرة البطل الاولمبي والعالمي معتز برشم والتي استمرت على مدار اكثر من 12 عاما؟
في الحقيقة مسيرتي الرياضية نحو العالمية انطلقت من البيت، منذ الصغر كنت اشاهد والدي على شاشات التلفاز وهو بصدد خوض العديد من البطولات في رياضة العاب القوى، لذا صار لدي شغف وحب كبير للرياضة اصبح لدي طموح بان اكون مثل والدي، لذا فمنذ بدايتي تأثرت بعقلية والدي وثقافته الرياضية الواسعة.
– ما هي مشاريعك للمستقبل بعد هذا التاريخ الحافل من الانجازات الرياضية؟
ليس هناك اي برنامج محدد من اجل المستقبل، خلال الاعوام القادمة خضت تحديات كبيرة ليس فقط داخل الملعب وانما ايضا خارجه، لذا سأترك الاجابة عن هذا السؤال بعد الاعتزال النهائي من اجل تحديد ما سيقدمه معتز برشم للرياضة وللجيل القادم ووضع كل خبرتي في خدمة الرياضة القطرية للمضي قدما في تحقيق المزيد من الانجازات للرياضة القطرية في مختلف الاستحقاقات الخارجية.
– بعد النجاح الكبير الذي حظيت به النسخة الاولى من تحدي الجاذبية في قطر..هل سنشهد استمرار هذه البطولة في المستقبل؟
الحمد لله ردود الفعل على النسخة الاولى من بطولة تحدي الجاذبية، كانت ايجابية للغاية من طرف الاتحاد الدولي لالعاب القوى واساطير الوثب العالي ايضا وكافة المشاركين في البطولة، حيث اعرب الجميع عن انبهارهم بالمستوى الفني والتنظيمي الذي شهده هذا الحدث الذي اقيم في قطر لأول مرة، وان شاء الله سنعلن بعد شهر تقريبا عن كافة تفاصيل ومواعيد الموسم المقبل لبطولات تحدي الجاذبية.
– هل بالامكان ولادة بطل جديد مثل معتز برشم قادر على مواصلة هذه المسيرة التاريخية في لعبة الوثب العالي؟
أتمنى أن يولد بطل جديد في رياضة الوثب العالي وان يكون افضل من معتز برشم، هناك الكثير من المواهب في قطر، وايضا في الوطن العربي، إن شاء الله تتوفر الرعاية اللازمة والتخطيط المدروس بأفضل الطرق العلمية والفنية من اجل الوصول للمستوى العالمي والأولمبي.
