‫ محمد فراس مدرب اللياقة البدنية بنادي السيلية لـ الشرق: تأثيرات بدنية وذهنية محدودة للصيام على الرياضيين

20240328 1711656617 425

لا يواجه لاعبو كرة القدم في الأندية القطرية مشكلة في أداء التدريبات خلال شهر رمضان لأنها تقام بعد وقت كاف من الإفطار.

كما أن الأجهزة الفنية تحرص على أن تكون التدريبات خلال هذا الشهر الفضيل تتناسب مع ساعات الصيام حتى لا تنعكس سلبيا على أداء لاعبيهم ولا تؤثر على مستوياتهم في المباريات التي تلعب ليلا وليس نهارا.

وعلى الرغم من أن الصيام يعد أسهل للاعبين في قطر مقارنة بنظرائهم المسلمين في دوريات البلدان غير الإسلامية ولاسيما الأوروبية التي يقام جزء من مبارياتها خلال النهار، إلا أن كل تلك الإجراءات الاحتياطية والتدابير الوقائية المتخذة لا تمنع من حدوث بعض التأثيرات البدنية والذهنية عليهم والتي يتطلب تجنبها والتغلب عليها اتباع إرشادات معينة كما يوضح لنا التونسي محمد فراس، مدرب الياقة البدنية لنادي السيلية، في هذا الحوار الرمضاني الذي أجريناه معه.

– هل يتسبب الصيام بشهر رمضان في حدوث تأثيرات ذهنية على الرياضيين بصفة عامة ولاعبي كرة القدم بصفة خاصة؟

– من المؤكد أن الصيام في شهر رمضان يكون له تأثيرات ذهنية على الرياضيين، أولها تغير الساعة البيولوجية للصائم في هذا الشهر الفضيل. فلكل رياضي أو إنسان عادي ساعة بيولوجية تحدد موعد نومه وأكله، كأن يكون مثلا متعودا على تناول وجبة الفطور في الساعة السابعة صباحا، ووجبة الغداء في الساعة الثانية بعد الظهر، ووجبة العشاء في الساعة التاسعة والنوم في الساعة العاشرة ليلا، ولكن عندما يحل رمضان تتغير هذه الساعة حيث يصبح موعد تناول الوجبة الأولى في اليوم مع وقت الإفطار بعد أذان المغرب. كما أن العادات تختلف من شخص لآخر حيث إن البعض يفضل تناول وجبته الرئيسية عند الإفطار بينما يفضل البعض الآخر تناول وجبة خفيفة عند الإفطار ويؤخر وجبته الرئيسية إلى ما بعد ذلك كأن يأخذها على سبيل المثال عند الساعة العاشرة ليلا.

ما التأثيرات البدنية التي يمكن أن يتسبب فيها الصيام على الرياضي المحترف؟

– لكل رياضي مخزون من الطاقة في جسده يحصل عليه مما يتناوله من بروتينات وذهنيات وغيرها من مصادر الطاقة الأخرى، هذا المخزون يكفيه إلى غاية الأسبوعين الأولين من الصيام لممارسة نشاطه بشكل عادي وتقديم نفس المستوى من الأداء الذي كان يقدمه قبل رمضان. ولكن بعد منتصف رمضان ومع توالي أيام الصيام ينقص المخزون الطاقي للرياضي بشكل تدريجي فيمكن للأداء البدني أن يبدأ في التراجع والانخفاض ويتأثر مستواه.

– هل في شهر رمضان تتغير طريقة عمل مدربي اللياقة البدنية بأندية كرة القدم، ونوعية التمارين خلال الحصص التدريبية في إعداد وتجهيز اللاعبين؟

– في رمضان يجب مراعاة الحمل التدريبي خلال التمارين حتى لا يكون زائدا و يتسبب في إرهاق اللاعبين ولكي لا يؤثر عليهم أثناء التباري في الملعب. بالنسبة لي كمدرب لياقة بدنية تكون تمارين وتدريبات إعداد لاعبي فريقي بدنيا في الأيام العشرة الأولى من رمضان عادية كما في السابق دون أي تغيير قبل حلول هذا الشهر، ولكن في الفترة الثانية بعد عشرة أيام من بداية رمضان أبدأ في تخفيض الحمل التدريبي بطريقة تدريجية وتقليص وقت التمارين، كما أن وقت التدريبات التكتيكية يقل هو الآخر.

– هل يجب أن تتغير تغذية الرياضي في رمضان وما أهم النصائح والإرشادات التي توجهونها لهم في هذا الجانب؟

– يلتزم الرياضيون بقواعد عامة في التغذية بكل الأوقات ويتوجب عليهم الحفاظ على التوازن في الأكل، ولكن في رمضان تعطى لهم توصيات إضافية ونقدم لهم نصائح وإرشادات خاصة تفاديا لزيادة الوزن ولنقص مخزون الطاقة في الجسم. ينصح بعدم الإفراط في تناول الحلويات والسكريات والالتزام بشرب الماء المعزز بالأملاح المعدنية إن امكن وذلك بكمية محددة على مدار عدد ساعات الإفطار في اليوم التي تعد قليلة مقارنة بعدد ساعات الأكل في أي يوم آخر غير شهر رمضان. كما ننصح اللاعبين إن كان وقت التمرين سينطلق بعد 3 ساعات من موعد الأذان بأخذ الوجبة الرئيسية بعد الإفطار مباشرة حتى تكون فترة عملية الهضم كافية، أما إن كان الفارق بين الأذان والتمرين أقل من ذلك فمن الأفضل تناول وجبة خفيفة على أن يتم بعد التمرين تناول الوجبة الرئيسية. ويجب أن يكون الفارق الزمني بين وجبة السحور والنوم كافيا أيضا من أجل تجنب أي مشكلة في عملية الهضم. كما ننصح اللاعبين الابتعاد قدر الإمكان عن تناول المواد العسيرة الهضم مثلا المواد المقلية في الزيوت المهدرجة والمشروبات الغازية لأنها تتسبب في حدوث مشاكل وقلق للاعبين وتؤثر على أدائهم في التدريبات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *