مونديال العرب.. لوبيتيغي يرفض الراحة ويطالب بالتصحيح


خلفت الخسارة الأخيرة التي مني بها العنابي أمام شقيقه الفلسطيني في افتتاح بطولة كأس العرب الكثير من ردود الأفعال المتباينة بين الجماهير والمتابعين الفنيين عن الأسباب التي جعلت بطل آسيا يخسر اللقاء في آخر دقيقة من المباراة، ولعل ما زاد من صدمة الخسارة لدى جماهير منتخبنا الوطني هو ان الترشيحات كانت تصب في صالح العنابي على الورق، خاصة ان منافس منتخبنا الوطني خاض اللقاء في غياب 7 لاعبين أساسيين تقريبا، ولكن حقيقة الميدان كانت مختلفة، بعدما قلص أشبال المدرب إيهاب أبو جزر تلك الفوارق بعدة عناصر مهمة، يأتي في مقدمتها الروح القتالية والإصرار، ثم الإيمان بالإمكانات المتوفرة رغم النواقص، والأهم التعامل بذكاء كبير مع التفاصيل التكتيكية، ولعل أبرز الأسباب التي جعلت العنابي يخسر المباراة، هو قلة النجاعة والفاعلية والتأثير في النواحي الهجومية، رغم الاستحواذ الكبير على الكرة، لكنه كان عقيمًا في خلق الفرص طيلة ساعة تقريبًا، من دون حلول فعالة تمهد طريقًا نحو المرمى، رغم أن الوجه الآخر لقلة الفاعلية يشير إلى نجاعة دفاعية فلسطينية كبيرة، ويُحسب للمنتخب الفلسطيني صبره على التراجع الدفاعي بهدف ذكي، ودفعهم نحو مجازفة أكبر في النواحي الهجومية وترك المساحات في المناطق الخلفية خلال ربع الساعة الأخير، الذي شهد ثلاث فرص فلسطينية حقيقية، أقلها خطورة كانت فرصة الهدف الوحيد الذي تم تسجيله، ويبدو ان مدرب المنتخب الفلسطيني إيهاب أبو جزر عرف كيف يقرأ المباراة خاصة خلال الشوط الثاني الذي يعتبر شوط المدربين. وسيكون منتخبنا مطالبا بالصحوة والتصحيح خلال الحصص التدريبية المقبلة وقبل مواجهة المنتخب السوري يوم الخميس المقبل بالجولة الثانية من أجل التعويض.
– مران استشفائي للاعبين أمس
خاض العنابي امس تدريباته على ملاعب نادي السد الفرعية وذلك تحسبا للقاء الهام الذي سيخوضه منتخبنا ضد نسور قاسيون يوم الخميس بداية من الساعة الثامنة على استاد خليفة الدولي، وخضع اللاعبون لتدريبات استشفائية بالدرجة الأولى لاسيما اللاعبون الذين شاركوا أساسيين في مباراة فلسطين بالجولة الأولى، وقبل انطلاق المباراة تحدث لوبيتيغي مع اللاعبين مؤكدا لهم ضرورة نسيان مواجهة الافتتاح وطي صفحة الخسارة، وان التفكير سيكون على مواجهتي سوريا وتونس بالجولتين الثانية والثالثة، كما شدد الجهاز الفني للعنابي على ضرورة تصحيح الأخطاء التي ظهرت في لقاء فلسطين لأن الخطأ ممنوع في آخر مواجهتين بالمجموعة الاولى.
– انتظار نتائج فحوصات عاصم ماديبو
خضع نجم منتخبنا الوطني عاصم ماديبو يوم امس لفحوصات طبية معمقة من اجل تحديد نوعية الإصابة ومدة الغياب، وكان ماديبو قد غادر مباراة العنابي اول امس في الدقيقة (30) من اللقاء وذلك بعد الإصابة التي تعرض لها في الشوط الأول بعد احتكاكه مع أحد لاعبي الفدائي ويبدو ان إصابة اللاعب كانت قوية لأنه طلب بالتغيير مباشرة كما أنه غادر الميدان وهو يبكي، في إشارة واضحة إلى أن اللاعب تعرض لإصابة قوية.
– تشكيلة شابة بافتتاح البطولة
على الرغم من ان مدرب العنابي الإسباني لوبيتيغي كان شجاعا ومجازفا في نفس الوقت بالاعتماد على فريق شاب وتشكيلة معظمها لاعبون شباب، إلا أن ذلك جعله يدفع الثمن وخسارة نقاط المباراة لأن غياب الانسجام والتوفيق كان واضحا خاصة خلال الشوط الاول من المباراة، وكان واضحا ان هناك مشكلة في وسط الملعب لدى ثنائي الارتكاز من دون واجبات الإسناد الحقيقية التي من شأنها أن تقلل من ضغوط الرقابة على الأجنحة، الأمر الذي جعل أكرم عفيف يعاني من قلة الإسناد الحقيقي، عندما وجد نفسه كل الوقت في مواجهات رقابة ثنائية، والأمر نفسه ينطبق على محمد خالد، رغم فروق الإمكانات الفردية والمهارية في طرح الحلول، خلافًا لعدم قدرة أحمد علاء كرأس حربة على إحداث التأثير.
– تغييرات متوقعة ضد نسور قاسيون
من المنتظر ان يقوم الجهاز الفني للعنابي بإجراء تغييرات كبيرة على التشكيلة الأساسية التي ستدخل مواجهة سوريا بالجولة الثانية من بطولة كأس العرب، وعلى الرغم من ان مدرب منتخبنا قد منح الفرصة للاعبين الشباب امام فلسطين في إطار إستراتيجيته لدعم الشباب، حيث ضمت قائمة بطل آسيا للقاء فلسطين كلا من الحارس محمود ابو ندى ولوكاس مينديز واحمد علاء واكرم عفيف وايوب محمد والهاشمي حسين ومحمد مناعي وسلطان البريك ومحمد خالد واحمد فتحي وعاصم ماديبو، لكن قد يضطر لتغيير الأسلوب والنهج في المباراة الثانية بالاعتماد على اللاعبين الشباب.
– الحظوظ قائمة للتأهل ولكن!
رغم الخسارة المفاجئة للعنابي بافتتاح بطولة كأس العرب 2025 امام المنتخب الفلسطيني إلا أن رفقاء النجم أكرم عفيف قائمة في التأهل للدور الربع النهائي ولكن ذلك لن يمر سوى عبر تحقيق الفوز في المواجهة المقبلة ضد المنتخب السوري، وتحقيق نتيجة إيجابية امام تونس بالجولة الثالثة والاخيرة عن هذه المجموعة، ويبقى الشيء السلبي هو ان العنابي سيخوض المباراتين تحت ضغط كبير لأنه سيكون مطالبا بالفوز ولا بديل عن الفوز الذي سيمنح العنابي بطاقة العبور للدور المقبل. كما يحتاج منتخبنا لجماهيره الكبيرة والوفية التي حضرت بأعداد هائلة في اللقاء الافتتاحي.









